رواية أبي الزبير عن جابر: الأول: حديثه في المسنة،
والآخر: حديثه في النحر المتقدم ومن المعلوم عند النابغين العارفين بهذا الفن
أن " مسند أبي عوانة " إنما هو مستخرج على " صحيح مسلم "، يخرج فيه أحاديثه
بأسانيد له إلى شيخ مسلم أو من فوقه إذا تيسر له وهو الغالب، وهذا ما فعله
أبو عوانة في الحديث الأول، فإنه أخرجه بأسانيد له عن زهير عن أبي الزبير عن
جابر. وأما الحديث الآخر فليس له ذكر في مسنده، والمفروض أن يكون مخرجا فيه
بإسناده عن أبي الزبير، أو عن ابن جريج عنه، فالظاهر أنه سقط من الناسخ أو
الطابع، وبقي إسناده المعلق. وهو قوله: " رواه محمد بن بكر.. " إلخ،
فرجع ضمير " رواه " إلى الحديث الأول: حديث المسنة، فوقع الإشكال! وهو في
الحقيقة ينبغي أن يعود إلى الحديث الآخر: حديث النحر، هذا هو الذي يقتضيه ما
تقدم من البيان والتحقيق مما يحصل به غلبة الظن في سقوط الحديث من مطبوعة "
مسند أبي عوانة "، واليقين إنما يتحقق بالرجوع إلى المجلد الثامن المخطوط
المحفوظ في ظاهرية دمشق (حديث - ٢٧٤) ، فإن فيه كتاب الأضاحي، ولعلنا نحصل
على صورة منه، فإن يدي لا تطوله الآن، فإني أكتب هذا وأنا في داري التي
بنيتها منذ نحو سنتين في (عمان - الأردن) .
٢٧٠٨ - " إن في ابن آدم مضغة إذا صلحت صلح سائر جسده وإذا فسدت فسد سائر جسده، ألا
وهي القلب ".
أخرجه أبو داود الطيالسي في " المسند " (٧٨٨) : حدثنا شعبة عن مجالد عن
الشعبي عن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
فذكره. قلت: وهذا حديث صحيح، رجاله ثقات مشهورون من رجال الشيخين