ومما يرجح هذا القول إخراج الإمام أحمد
لهذا الحديث في " مسنده " كما تقدم، فإن ذلك يشعر العارف بأن ابن أبي عميرة
صحابي عنده، وإلا لما أخرج له، لأنه يكون مرسلا لا مسندا. ثم إن للحديث
طريقا أخرى، يرويه عمرو بن واقد عن يونس بن حلبس عن أبي إدريس الخولاني عن
عمير بن سعد الأنصاري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.
أخرجه الترمذي وابن عساكر، وقال الترمذي: " حديث غريب، وعمرو بن واقد
يضعف ". ثم رواه ابن عساكر عن الوليد بن سليمان عن عمر بن الخطاب مرفوعا به.
وقال: " الوليد بن سليمان لم يدرك عمر ". وبالجملة فالحديث صحيح، وهذه
الطرق تزيده قوة على قوة.
١٩٧٠ - " اذهب إلى أبي بكر ليحدثك حديث القوم وأيامهم وأحسابهم، ثم اهجهم وجبريل
معك ".
أخرجه الحاكم (٣ / ٤٨٨ - ٤٨٩) عن حاتم بن أبي صغيرة أبي يونس القشيري عن سماك
ابن حرب رفع الحديث، وعن جابر عن السدي عن البراء بن عازب: أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أتى فقيل: يا رسول الله! إن أبا سفيان بن الحارث بن عبد
المطلب يهجوك، فقام ابن رواحة فقال: يا رسول الله ايذن لي فيه، فقال: أنت
الذي تقول: " ثبت الله ... ؟ قال: نعم، قلت يا رسول الله " فثبت الله ما
أعطاك من حسن تثبيت موسى ونصرا مثل ما نصروا ".