" كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر.
... ". الحديث وفيه: " ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه
؟ ". فقلت: بلى يا رسول الله، قال: " رأس الأمر وعموده الصلاة، وذروة
سنامه الجهاد ". ثم قال: " ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ " فقلت له: بلى يا نبي
الله فأخذ بلسانه فقال: " كف عليك هذا "، فقلت: يا رسول الله وإنا لمؤاخذون
بما نتكلم به؟ فقال: " ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يكب الناس على وجوههم في
النار أو قال علي مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ". وقد أخرجه الترمذي وصححه
وابن ماجة وغيرهما نحوه، وقد أعله المنذري وغيره بالانقطاع وشرح ذلك
العلامة ابن رجب الحنبلي في " جامع العلوم والحكم " (ص ١٩٥) . لكن الحديث
صحيح بمجموع طرقه، ولاسيما هذا القدر منه في حفظ اللسان فإن له شواهد مخرجة
في " مجمع الزوائد " (١٠ / ٣٠٠ - ٣٠١) ومن شواهده ما في " الجامع الصغير "
عن مالك بن يخامر مرفوعا: " احفظ لسانك ". رواه ابن عساكر.
قلت: وأخرجه الطبراني (ق ٥٩ / ١ من المنتخب منه) من طريق ابن ثوبان عن أبيه
عن القاسم عن أبي أمامة عن عقبة بن عامر قال: " قلت يا رسول الله ما نجاة
المؤمن؟ قال: احفظ لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك ".
قلت: وهذا إسناد حسن.
١١٢٣ - " احلقوه كله أو اتركوه كله ".
أخرجه أحمد (٢ / ٨٨) وعنه أبو داود (٢ / ١٩٤ - التازية) والنسائي (٢ /
٢٧٦) عن عبد الرزاق حدثنا معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر. " أن النبي
صلى الله عليه وسلم رأى صبيا قد حلق بعض شعره وترك بعضه فنهاهم عن ذلك وقال "
فذكره.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجه مسلم