كبارهم، لأن حبان تابعي من الخامسة عند الحافظ، وهم جمع لا
يضر جهالتهم كما هو معروف عند أهل العلم. وروايتهم لهذه القصة تدل على أنها
كانت مشهورة عندهم، متداولة بينهم. وقد ذكر لها الحافظ في " الإصابة " شاهدا
من مرسل جعفر بن محمد عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتخطى بعرجون
، فأصاب به سواد بن غزية الأنصاري.. فذكر القصة. قلت: وأخرجها ابن سعد في
ترجمة سواد بن غزية (٣ / ٥١٦ - ٥١٧) بسند صحيح عن الحسن مرسلا بلفظ: " رأى
سواد بن عمرو.. " قال ابن سعد: هكذا قال إسماعيل. يعني ابن علية. ومال
الحافظ إلى تعدد القصة. والله أعلم.
٢٨٣٦ - " ما من أمتي من أحد إلا وأنا أعرفه يوم القيامة. قالوا: وكيف تعرفهم يا
رسول الله في كثرة الخلائق؟ قال: أرأيت لو دخلت صيرة فيها خيل دهم بهم وفيها
فرس أغر محجل، أما كنت تعرفه منها؟ قال: بلى. قال: فإن أمتي يومئذ غر من
السجود، محجلون من الوضوء ".
أخرجه أحمد (٤ / ١٨٩) والضياء المقدسي في " المختارة " (٥٥ / ١١٤ / ١ - ٢)
من طرق عن صفوان بن عمرو: حدثنا يزيد بن خمير الرحبي عن عبد الله بن بسر
المازني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: فذكره. قلت: وهذا
إسناد صحيح، وهو على شرط مسلم كما قال الضياء، وأخرج الترمذي (٦٠٧)
الجملة الأخيرة منه، وقال: " حسن صحيح غريب من هذا الوجه ".