وهذا مرسل، صحيح الإسناد لولا أن سعيد بن عبد العزيز كان اختلط قبل موته،
لكني وجدت للحديث شاهدا جيدا مختصرا بلفظ: " فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما
قيد انقاد ". فالحديث به حسن. وهو في آخر الحديث الآتي بعده.
وطرفه الأول له شواهد تأتي بعد الحديث المشار إليه.
٩٣٧ - " قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ومن يعش
منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين
المهديين عضوا عليها بالنواجذ وعليكم بالطاعة وإن عبدا حبشيا، فإنما المؤمن
كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد ".
أخرجه ابن ماجه (٤٣) والحاكم (١ / ٩٦) وأحمد (٤ / ١٢٦) من طريق عبد
الرحمن بن عمرو السلمي أنه سمع العرباض بن سارية يقول: " وعظنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقلنا: يا
رسول الله إن هذه لموعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟ قال ... " فذكره.
قلت: وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات معروفون غير عبد الرحمن ابن عمرو هذا،
وقد ذكره ابن حبان في " الثقات "، وروى عنه جماعة من الثقات، وصحح له
الترمذي وابن حبان والحاكم كما في " التهذيب "، وقد أخرج ابن حبان (١٠٢)
هذا الحديث من طريق أخرى عن عبد الرحمن بن عمرو مقرونا بحجر بن حجر الكلاعي عن
العرباض به، دون قوله: " فإنما المؤمن ... ". وكذلك أخرجه من الوجه الأول
المخلص في " سبعة مجالس " (ق ٥١ / ١) وعنه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (١١
/ ٢٦٥ / ٢) واللالكائي في " شرح السنة " (٢٢٨ / ١ - كواكب ٥٧٦) والضياء
المقدسي في " الأحاديث المختارة " (١٠ / ١٠٤ / ٢) وكذا