ملاحاة الرجال) أي مقاولتهم ومخاصمتهم، يقال: لحيت الرجل ألحاه لحيا، إذا
لمته وعذلته، ولاحيته ملاحاة ولحاء، إذا نازعته ".
١٧٩٠ - " يكون أمراء فلا يرد عليهم (قولهم) ، يتهافتون في النار، يتبع بعضهم بعضا ".
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " (٤ / ١٧٧٩) من طريق هشام بن سعد عن ابن عقبة عن
معاوية بن أبي سفيان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره.
قلت: وهذا إسناد حسن لولا أن ابن عقبة لم أعرفه. لكنه قد توبع، فأخرجه أبو
يعلى أيضا (٤ / ١٧٨١) من طريق ضمام بن إسماعيل المعافري عن أبي (قبيل) قال
: " خطبنا معاوية في يوم جمعة، فقال: إنما المال مالنا والفيء فيئنا، من
شئنا أعطينا ومن شئنا منعنا، فلم يرد عليه أحد، فلما كانت الجمعة الثانية
قال مثل مقالته، فلم يرد عليه أحد، فلما كانت الجمعة الثالثة قال: مثل
مقالته، فقام إليه رجل ممن يشهد المسجد، فقال: كلا بل المال مالنا والفيء
فيئنا من حال بينه وبيننا حاكمناه بأسيافنا، فلما صلى أمر بالرجل فأدخل عليه
، فأجلسه معه على السرير، ثم أذن للناس فدخلوا عليه، ثم قال: أيها الناس إني
تكلمت في أول جمعة فلم يرد علي أحد، وفي الثانية، فلم يرد علي أحد، فلما
كانت الثالثة أحياني هذا، أحياه الله، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: " سيأتي قوم يتكلمون فلا يرد عليهم يتقاحمون في النار تقاحم القردة "،
فخشيت أن يجعلني الله منهم، فلما رد هذا علي أحياني أحياه الله، ورجوت أن لا
يجعلني الله منهم ". وأخرج المرفوع منه الطبراني في " الأوسط " (رقم - ٥٤٤٤) والزيادة له، وقال: " لم يروه عن أبي قبيل إلا ضمام ".