فقال الحافظ العراقي في " تخريجه ":
" رواه أبو داود والترمذي وابن حبان من حديث جابر بإسناد جيد ".
قلت: عزوه للترمذي خطأ، ولعله جاء من قبل الناسخ أو الطابع فهو قد عزاه إلى
المخرجين بطريقة الرمز، فرمز إلى الترمذي منهم بحرف (ت) فتصحف على الناسخ
أو غيره من (ن) وهو النسائي، وقد علمت أنه أخرجه مختصرا.
ثم إنه ليس في حديث جابر عند أحد من مخرجيه ذكر للحية أصلا، ولا قوله:
" يدخل أحدكم كأنه شيطان ".
وإنما ورد ذلك في حديث عطاء بن يسار قال:
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فدخل رجل ثائر الرأس واللحية
فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده: أن اخرج، كأنه يعني إصلاح شعر
رأسه ولحيته، ففعل الرجل، ثم رجع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا
خير من أن يأتي أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان ".
أخرجه مالك في " الموطأ " (٢ / ٩٤٩ / ٧) بسند صحيح، ولكنه مرسل.
٤٩٤ - " إن من ورائكم أيام الصبر، للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين منكم
قالوا: يا نبي الله أو منهم؟ قال: بل منكم ".
أخرجه ابن نصر في " السنة " (ص ٩) من طريق إبراهيم بن أبي عبلة عن
عتبة ابن غزوان أخي بني مازن بن صعصعة وكان من الصحابة - أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
قلت: وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات لولا أن إبراهيم بن أبي عبلة عن عتبة
ابن غزوان مرسل كما في " التهذيب ".