والحديث أورده
السيوطي في " الجامع " من رواية ابن عساكر هذه، وبيض له المناوي فلم يتكلم
عليه شيء. لكن الحديث صحيح، فإن شطره الأول متفق عليه من حديث ابن عمر،
والآخر له شاهد من حديث أنس وغيره، وهو مخرج فيما مضى (١٢٢٤) .
١٨٢٩ - " خذوا يا بني أرفدة! حتى تعلم اليهود والنصارى أن في ديننا فسحة ".
أخرجه أبو عبيد في " غريب الحديث " (١٠٢ / ٢) والحارث بن أبي أسامة في
" مسنده " (٢١٢ - زوائده) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق عن الشعبي رفعه:
" أنه مر على أصحاب الدركلة، فقال: (فذكره) قال: فبينما هم كذلك إذا جاء
عمر، فلما رأوه انذعروا ".
قلت: وعبد الرحمن بن إسحاق وهو أبو شيبة الواسطي ضعيف، وقد وصله بقية عن
عبد الواحد بن زياد عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الشعبي عن عائشة نحوه. أخرجه
الديلمي (٢ / ١١٠) . وبقية مدلس، وقد عنعنه. لكن الحديث صحيح، فقد جاء
موصولا من طريق أخرى عنها، عند أحمد (٦ / ١١٦ و ٢٣٣) من طريق عبد الرحمن بن
أبي الزناد عن أبيه قال: قال لي عروة: إن عائشة قالت: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم يومئذ: " لتعلم يهود أن في ديننا فسحة، إني أرسلت بحنيفية
سمحة ". وهذا إسناد جيد. وأخرجه الحميدي (٢٥٩) من طريق يعقوب بن زيد
التيمي عنها بلفظ: