من الجرح، وقوى ذلك بتصرف أئمة
الحديث في تخريجهم أحاديث هذا الضرب في مسانيدهم، ولا ريب في انحطاط رتبة من
هذا سبيله عن من مضى، ومن صور هذا الضرب أن يقول التابعي: " أخبرني فلان
مثلا أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول "، سواء أسماه أم لا ". وقد رجح
الحافظ ثبوت الصحبة بذلك فقد قال قبيل ذلك: " الفصل الثاني: في الطريق إلى
معرفة كون الشخص صحابيا ": " وذلك بأشياء أولها أن يثبت بطريق التواتر أنه
صحابي، ثم بالاستفاضة والشهرة، ثم بأن يروي عن أحد من الصحابة أن فلانا له
صحبة مثلا، وكذا عن آحاد التابعين بناء على قبول التزكية من واحد وهو الراجح
". والله أعلم. قلت: وعلى هذا جرى إمام السنة أحمد بن حنبل رحمه الله في "
مسنده "، فإن فيه عشرات الأحاديث عن جماعة من الصحابة لم يسموا، يقول التابعي
فيهم: عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أو بعض من شهد النبي صلى الله
عليه وسلم، وتارة: " خادم النبي صلى الله عليه وسلم "، وأحيانا كثيرة: "
رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم "، ونحوه كثير وكثير جدا، يتبين ذلك
بوضوح لمن يراجع كتابي " فهرس رواة المسند " المطبوع في أول " المسند "، بحيث
لو جمع ذلك في كتاب لكان في مجلد كبير. وفي كتب " التخريج " من ذلك الشيء
الكثير، ومنها هذه " السلسلة ".
٢٨٨٨ - " وددت أني لقيت إخواني، فقال أصحابه: أوليس نحن إخوانك؟ قال: أنتم أصحابي
ولكن إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني ".
أخرجه أحمد (٣ / ١٥٥) : حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا جسر (الأصل: حسن) عن
ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.