وقد رواه البخاري في " الأدب " (١٢٥)
موقوفا عليها: حدثنا سعيد بن تليد قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثني جابر
ابن إسماعيل وغيره عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها
كانت تقول: الشعر منه حسن، ومنه قبيح، فخذ بالحسن، ودع القبيح، ولقد
رويت من شعر كعب بن مالك أشعارا، منها القصيدة فيها أربعون بيتا، ودون ذلك.
قال الحافظ:
" وسنده حسن، وأخرج أبو يعلى أوله من حديثها من وجه آخر مرفوعا ".
قلت: ورجال البخاري ثقات رجال " صحيح البخاري، غير جابر بن إسماعيل فمن رجال
مسلم، غير أنه تفرد عنه ابن وهب، ووثقه ابن حبان كما في " الخلاصة "، وقد
تابعه غيره كما صرح به ابن وهب، وإن كنا نجهله، فالإسناد حسن كما قال الحافظ
إن شاء الله تعالى.
ثم وقفت على إسناد أبي يعلى والحمد لله، فوجدته حسنا، قال في " مسنده "
(٣ / ١١٦٧ مصورة المكتب الإسلامي) : حدثنا عباد بن موسى الختلي أنبأنا
عبد الرحمن بن ثابت عن هشام عن أبيه عنها.
وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن ثابت وهو ابن
ثوبان العنسي الدمشقي، وقد عرفت حاله من كلام الحافظ المتقدم، وقد حسن له
الترمذي، فالحديث بمجموع الطريقين صحيح. والله أعلم.
٤٤٨ - " ما رزق عبد خير له ولا أوسع من الصبر ".
أخرجه الحاكم (٢ / ٤١٤) من طريق إسحاق بن سليمان الرازي قال: سمعت مالك
ابن أنس وتلا قول الله عز وجل:
(وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما