قلت: فهذا الإطلاق من أوهامه أو تساهله، فإن جعفر بن أبي المغيرة قد عرفت قول
الحافظ فيه، وقال ابن منده: " ليس بالقوي في سعيد بن جبير ". وهذا من
روايته عنه كما ترى، وقد خالفه من هو أوثق منه كما سبق. لكنه أورده عقبه
بنحوه عن ابن عباس وقال: " رواه البزار عن شيخه علي بن حرب الرازي، ولم
أعرفه وبقية رجاله وثقوا ". فالظاهر أنه من طريق أخرى غير الأولى فالحديث به
يتقوى. وعلي بن حرب الرازي لعله الطائي الرازي فإنه من هذه الطبقة، وهو
صدوق فاضل. والله أعلم. ثم ذكر له شاهدا من حديث ابن مسعود بلفظ: " إن من
الناس مفاتيح لذكر الله، إذا رؤوا ذكر الله ". ولكنه ضعيف جدا ولذلك أوردته
في " الضعيفة " (٢٤٠٩) ، ووقع للهيثمي فيه تصحيف عجيب، كان السبب لخفاء
علته عليه، كما بينته هناك.
١٧٣٤ - " إن ما بقي من الدنيا بلاء وفتنة، وإنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء، إذا
طاب أعلاه طاب أسفله، وإذا خبث أعلاه خبث أسفله ".
أخرجه ابن المبارك في " الزهد " (٥٩٦) وعنه أحمد (٤ / ٩٤) والرامهرمزي في
" الأمثال " (ص ١٠١ - هند) : أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: حدثني
أبو عبد ربه قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول على هذا المنبر: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.
قلت: وهذا إسناد صحيح عندي، رجاله ثقات معروفون غير أبي عبد ربه وقد ذكره
ابن حبان في " الثقات " وروى عنه جمع آخر من الثقات.