كان يسع الإمام أحمد أن يرد ذلك بعدم
ثبوت رواية من روى عن ابن عرعرة السماع منه ولم يكن به حاجة إلى التصريح
بالتكذيب. فتأمل.
وجملة القول أن الحديث صحيح على كل حال سواء ثبت سماع ابن عرعرة إياه من معاذ
أم لا أما الأول فواضح لثقة ابن عرعرة وحفظه وأما على الآخر فغايته أن يكون
روايته وجادة في كتاب معاذ، وقد ناوله هذا إياه، فهي وجادة صحيحة من أقوى
الوجادات مقرونة بمناولة الشيخ. وبالله التوفيق.
ومما يقوي الحديث أن له شاهدا مرسلا قويا، فقد قال البيهقي عقبه مشيرا إلى
تقوية الحديث به: " وروى الثوري في " الجامع " عن ابن طاووس عن طاووس: أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان يفيض كل ليلة يعني ليالي منى ".
٨٠٥ - " كنا نتزود لحوم الهدي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ".
أخرجه الإمام أحمد (٣ / ٣٠٩) : حدثنا سفيان عن عمرو عن عطاء عن جابر:
فذكره. وبهذا الإسناد أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " (٤ / ٥٧) ومن
طريقه مسلم في " صحيحه " (٦ / ٨١) . وأخرجه البخاري (٦ / ٢٣٩ - استانبول)
البيهقي (٩ / ٢٩١) من طرق أخرى عن سفيان بن عيينة به. وتابعه شعبة عن عمرو
بن دينار به. أخرجه الدارمى (٢ / ٨٠) وأحمد (٣ / ٣٦٨) .
وتابع عمرا ابن جريج فقال: حدثنا عطاء به ولفظه: " كنا لا نأكل من لحوم
بدننا فوق ثلاث منى، فأرخص لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: كلوا
وتزودوا. قلت: لعطاء: قال جابر: حتى جئنا المدينة؟ قال: نعم ".