قلت: ورجاله ثقات غير ابن عرزب فهو مجهول، ولعل تحسين الترمذي إنما هو أنه
علم أنه توبع عليه كما يشير إلى ذلك قول الثقفي المتقدم: " رواه الضحاك بن عبد
الرحمن بن عرزب وغيره ". وقد تابعه أبو بردة عن أبي موسى كما في الطريق
الأولى، ورجالها ثقات غير الحارثي أبي يحيى فهو ضعيف كما قال الدارقطني،
فالحديث بمجموع طرقه حسن على أقل الأحوال.
١٤٠٩ - " كان يحب أن يليه المهاجرون والأنصار ليحفظوا عنه ".
أخرجه ابن ماجة (٩٧٧) وابن حبان (٨٧) والحاكم (١ / ٢١٨) وأحمد من طرق
عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: فذكره مرفوعا وقال الحاكم: " صحيح
على شرط الشيخين " ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
١٤١٠ - " كان إذا كان مقيما اعتكف العشر الأواخر من رمضان، وإذا سافر اعتكف من العام
المقبل عشرين ".
أخرجه الإمام أحمد (٣ / ١٠٤) وعنه ابن حبان (٩١٨) حدثنا ابن أبي عدي عن
حميد عن أنس قال: فذكره مرفوعا. وقال: " لم أسمع هذا الحديث إلا من ابن
أبي عدي عن حميد عن أنس ".
قلت: وهو صحيح الإسناد وعلى شرط الشيخين، وقول السفاريني في " شرح
الثلاثيات " (١ / ٦٣٤) : " قلت: وإسناده حسن كما رمز إليه الجلال السيوطي،
وقاله المناوي في " شرح الجامع الصغير ". فهو تقصير عجيب، وخاصة السيوطي،
فإن ابن عدي واسمه محمد بن إبراهيم ثقة محتج به في " الصحيحين "، ومثله حميد
الطويل. فإن قيل إنما نزل به من الصحة إلى الحسن لأن حميدا مدلس ولم يصرح
بالسماع. فالجواب من وجهين: