٣٩٧ - " ما صدق نبي (من الأنبياء) ما صدقت، إن من الأنبياء من لم يصدقه من أمته
إلا رجل واحد ".
أخرجه ابن حبان في " صحيحه " (٢٣٠٥ موارد) قال: أخبرنا أبو خليفة حدثنا علي
بن المديني حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن المختار بن فلفل عن أنس ابن مالك
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره.
قلت: وهذا إسناد صحيح، وقد أخرجه مسلم في " صحيحه " (١ / ١٣٠) حدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حسين بن علي به وزاد في أوله:
" أنا أول شفيع في الجنة، لم يصدق نبي من الأنبياء.... ".
ومن طريق مسلم أخرجه أبو بكر محمد بن الحسن الطبري في " الأمالي " (٧ / ١)
ثم رواه (٤ / ١) من طريق أخرى عن المختار به.
ويشهد للحديث ما روى ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(عرضت علي الأمم، فرأيت النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلان
والنبي ليس معه أحد.... " الحديث.
أخرجه الشيخان وغيرهما.
وفي الحديث دليل واضح على أن كثرة الأتباع وقلتهم، ليست معيارا لمعرفة كون
الداعية على حق أو باطل، فهؤلاء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مع كون دعوتهم
واحدة، ودينهم واحدا، فقد اختلفوا من حيث عدد أتباعهم قلة وكثرة، حتى كان
فيهم من لم يصدقه إلا رجل واحد، بل ومن ليس معه أحد! ففي ذلك عبرة بالغة
للداعية والمدعوين في هذا العصر، فالداعية عليه أن يتذكر هذه الحقيقة،
ويمضي قدما في سبيل الدعوة إلى الله تعالى، ولا يبالي بقلة المستجيبين له،
لأنه ليس عليه إلا البلاغ المبين، وله أسوة حسنة بالأنبياء السابقين