تبعثنا إلى خيبر، فأرجو أن تغنمنا شيئا، فأرجع
فأقضيه، قال أعطه حقه، قال: وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال ثلاثا
لم يراجع، فخرج به بن أبي حدرد إلى السوق، وعلى رأسه عصابة، وهو متزر ببرد
، فنزع العمامة عن رأسه فاتزر بها، ونزع البردة، فقال: اشتر مني هذه البردة
فباعها بأربعة الدراهم، فمرت عجوز، فقالت: ما لك يا صاحب رسول الله صلى الله
عليه وسلم؟ فأخبرها، فقالت: ها، دونك هذا، ببرد طرحته عليه ". أخرجه أحمد
(٣ / ٤٢٣) . قلت: وهذا إسناد جيد، رجاله ثقات، وابن أبي حدرد اسمه عبد
الله وله صحبة كما قال ابن أبي حاتم (٢ / ٢ / ٣٨) . ونقل المناوي عن
العراقي أنه حسنه.
٢١٠٩ - " كان لا يسأل شيئا إلا أعطاه، أو سكت ".
أخرجه الحاكم (٢ / ١٣٠) عن الحارث بن أبي أسامة: حدثنا روح بن عبادة حدثنا
حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك رضي الله
عنه: " أن هوازن جاءت يوم حنين بالنساء والصبيان والإبل والغنم، فصفوهم
صفوفا ليكثروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالتقى المسلمون والمشركون
، فولى المسلمون مدبرين كما قال الله تعالى، فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: أنا عبد الله رسوله، وقال: يا معشر الأنصار! أنا عبد الله ورسوله،
فهزم الله المشركين ولم يطعن برمح ولم يضرب بسيف، فقال النبي صلى الله عليه
وسلم يومئذ: من قتل كافرا فله سلبه، فقتل أبو قتادة يومئذ عشرين رجلا، وأخذ
أسلابهم، فقال أبو قتادة: يا رسول الله! ضربت رجلا على حبل العاتق، وعليه
درع له، فأعجلت عنه أن آخذ سلبه، فانظر من هو يا رسول الله؟ فقال رجل: يا
رسول الله! أنا أخذتها، فأرضه منها، فأعطنيها! فسكت النبي صلى الله عليه
وسلم، وكان لا (فذكره) فقال عمر: لا والله، لا يفيئ الله على أسد من أسده
ويعطيكها! فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ". وقال: