" ... فلما فرغ قام، وقام
أصحابه فخرجوا بين يديه، وكان يقول: خلوا ظهري للملائكة.... ". أخرجه أحمد
(٣ / ٣٩٧ - ٣٩٨) والدارمي (١ / ٢٣ - ٢٥) .
قلت: وهذا إسناد صحيح، وهو شاهد قوي للروايتين المتقدمتين، وهو يدل على
صحة كل منهما، ويجمع بينهما، ويدل على أن مشيهم بين يديه وتركهم ظهره صلى
الله عليه وسلم إنما كان بأمره صلى الله عليه وسلم. لكن يشكل على هذا رواية
شعبة عن الأسود بن قيس به مرفوعا بلفظ: " لا تمشوا بين يدي، ولا خلفي، فإن
هذا مقام الملائكة ". أخرجه الحاكم (٤ / ٢٨١) وقال: " صحيح على شرط
الشيخين ". كذا قال! وفي " تلخيص الذهبي ": " صحيح الإسناد " وهو الأقرب
، فإن نبيحا هذا ليس من رجال الشيخين، وقد وثقه جماعة، ومن دونه كلهم ثقات
. فقد زاد النهي عن المشي بين يديه أيضا، وهم كانوا يمشون بين يديه كما سبق،
فإما أن يقال: إن النهي كان بعد، وإما أن يقال: إنها زيادة شاذة. ولعل
هذا أقرب. والله أعلم.
١٥٥٨ - " أمط الأذى عن الطريق، فإنه لك صدقة ".
رواه ابن سعد (٤ / ٢٩٩) والبخاري في " الأدب المفرد " (٢٢٨) وابن نصر في
" الصلاة " (٢٢٢ / ١ و ٢٢٤ / ١) وأحمد (٤ / ٤٢٢ و ٤٢٣) عن أبي الوازع وهو
جابر بن عمر عن أبي برزة الأسلمي قال: قلت: يا رسول الله مرني بعمل أعمله
. قال: فذكره.