وأما ابن حبان فذكره في " الثقات " (١ / ٢٦٤) ! وعلى
الوجه الأخر، صحيح لأن عبد الله بن سنان قال ابن معين: ثقة وهو كوفي كما في
" الجرح والتعديل " (٢ / ٢ / ٦٨) روى عن ابن مسعود وسعد بن مسعود، روى عنه
غير الأعمش أبو حصين. وفي " ثقات ابن حبان " (٣ / ١٤٣) : " عبد الله بن
سنان: سمعت ابن عباس ... روى عن الحسين بن واقد ". لكن هذا الوجه شاذ. فقد
قال ابن أبي حاتم في " العلل " (٢ / ٢٤٥) : " قال أبي: خالف الثوري الخلق في
هذا الحديث، والصحيح الأول ". وذكر نحوه الطبراني.
قلت: فقول الحاكم فيه: " صحيح الإسناد "، مما تساهل فيه. لكن رواه ابن
شاهين - كما في " الإصابة " - من طريق موسى بن عبد الملك بن عمير عن أبيه عن
ضرار بمعناه. وهذه متابعة قوية، فإن عبد الملك بن عمير من رجال الشيخين.
لكن ابنه موسى قال ابن أبي حاتم (٤ / ١ / ١٥١) عن أبيه: " ضعيف الحديث ".
وذكره ابن حبان في " الثقات " كما في " اللسان "، فالحديث بمجموع الطريقين
حسن. والله أعلم.
ومعنى الحديث: أبق في الضرع قليلا من اللبن، ولا تستوعبه كله، فإن الذي
تبقيه فيه يدعو ما وراءه من اللبن فينزله، وإذا استقصى كل ما في الضرع أبطأ
دره على حالبه. كذا في " النهاية ".
١٨٦١ - " دم عفراء أحب إلى الله من دم سوداوين ".
رواه الحاكم (٤ / ٢٢٧) وأحمد (٢ / ٤١٧) وابن عساكر (٦ / ٩٧ / ١) عن أبي
ثفال عن رباح بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا.