ومن جور المسمى بـ (حسان) على السنة: استنكاره هذا الحديث! وقد رددت
عليه فيما أنا في صدده رقم (١٤١) ، وذكرت ثمة من صححه من الأئمة، ومنهم الحافظ ابن حجر العسقلاني. *
٣٢٩٢- (نَعَم، وإن كنت على نهر جار) .
أخرجه الإمام أحمد (٢/٢٢١) : ثنا قتيبة بن سعيد: ثنا ابن لهيعة عن حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِيِّ عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر بسعد وهو يتوضأ، فقال:
"ما هذا السرف يا سعد؟! "
قال: أفي الوضوء سرف؟! قال: ... فذكره.
وأخرجه ابن ماجه (٤٢٥) : حدثنا محمد بن يحيى: ثنا قتيبة به.
قلت: وهذا إسناد حسن؛ حيي بن عبد الله مختلف فيه، وهو عندي أنه وسط حسن الحديث، وقد حسّن له الترمذي، وصحح له ابن حبان والحاكم والذهبي وغيرهم، وحسنت أنا- بدوري- فيما مضى عدة أحاديث، فانظر مثلاً "المشكاة"(٥٩٣ ١) ، و"الصحيحة"(١٠٠٣ و ٤ ٣٠ ١) وغيرهما، وقال فيه ابن عدي (٢/ ٢٥١) :
"وأرجو أنه لا بأس به إذا روى عنه ثقة".
قلت: وهذا الشرط بدهي، ويبدو- لأول وهلة- أنه هنا غير متوفر، لسوء حفظ ابن لهيعة الذي عرف به، وإن كان صدوقاً في نفسه، وهذا هو الذي كان حملني- تبعاً لغيري- على تضعيف الحديث من أجله في "إرواء الغليل "(١/ ١٧١/ ١٤٠) قديماً، وفي غيره إحالة عليه.