والحديث صريح في أن الدجال الأكبر من البشر له
صفات البشر، لاسيما وقد شبه به عبد العزى بن قطن، وكان من الصحابة.
فالحديث من الأدلة الكثيرة على البطلان تأويل بعضهم الدجال بأنه ليس بشخص
وإنما هو رمز للحضارة الأوربية وزخارفها وفتنتها! فالدجال من البشر وفتنة
أكبر من ذلك كما تضافرت على ذلك الأحاديث الصحيحة، نعوذ بالله منه.
١١٩٤ - " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ".
أخرجه الترمذي (٢ / ١٠٨) والدارمي (١ / ٧٤) من طريق إسماعيل بن جعفر عن
عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن ابن عباس مرفوعا، وقال الترمذي:
" حديث حسن صحيح ".
قلت: وهو على شرط الشيخين. ورواه الطحاوي في " مشكل الآثار " (٢ / ٢٨١)
وابن عبد البر في " الجامع " (١ / ١٩) من حديث عمرو بن الحارث أن عباد بن
سالم حدثه عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن عمر بن الخطاب مرفوعا.
ورجاله ثقات رجال الستة غير عباد بن سالم فلم أجد من ترجمه. وقد عزاه الحافظ
في " الفتح " (١ / ١٣١) والعيني في " العمدة " (١ / ٤٣٦) لابن أبي عاصم
وحده في " كتاب العلم ". قالا: " وإسناده حسن ". والله أعلم.
وأخرجه ابن ماجه (١ / ٩٥) عن عبد الأعلى، والطبراني في " الصغير " (١٦٧)
عن عبد الواحد بن زياد كلاهما عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي
هريرة مرفوعا به. وهذا سند صحيح على شرط الشيخين. وقول الطبراني: " تفرد
به عبد الواحد بن زياد ". فهو بالنسبة لما وقع إليه وإلا فقد تابعه عبد
الأعلى كما ترى. وأخرجه ابن عبد البر (١ / ١٩) عن ابن زياد. وقد ورد عنه
بزيادة فيه، ويأتي قريبا. وأخرجه الدارمي (١ / ٧٤) والطحاوي (٢ / ٢٨٠)
وأحمد وابن عبد البر من حديث حماد بن سلمة عن جبلة بن عطية عن عبد الله بن
محيريز عن معاوية مرفوعا به.