" عليكم بألبان البقر
وسمنانها، وإياكم ولحومها، فإن ألبانها وسمنانها دواء وشفاء، ولحومها
داء " أخرجه الحاكم وتساهل في تصحيحه له كما بسطته مع بقية طرقه في بعض
الأجوبة، وقد ضحى النبي صلى الله عليه وسلم عن نسائه بالبقر، وكأنه لبيان
الجواز، أو لعدم تيسر غيره، وإلا فهو لا يتقرب إلى الله تعالى بالداء، على
أن الحليمي قال كما أسلفته في " عليكم ": إنه صلى الله عليه وسلم قال في البقر
كذلك ليبس الحجاز ويبوسة لحم البقر منه ورطوبة ألبانها وسمنها واستحسن هذا
التأويل. والله أعلم ".
قلت: وحديث ابن مسعود شاهد قوي لحديث الترجمة وسيأتي تخريجه برقم (١٩٤٩) .
ومضى الكلام على الطرق المتعلقة بألبان البقر برقم (٥١٨) وسيأتي تحت الحديث
(١٦٥٠) .
١٥٣٤ - " ارفعوا عن بطن محسر، وعليكم بمثل حصى الخذف ".
أخرجه أحمد (١ / ٢١٩) والطحاوي في " مشكل الآثار " (٢ / ٧٢) والبيهقي (٥
/ ١١٥) من طريق سفيان بن عيينة عن زياد بن سعد عن أبي الزبير عن أبي معبد عن
ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. وأخرجه ابن خزيمة في
" صحيحه " (١ / ٢٧٨ / ١) والحاكم (١ / ٤٦٢) وعنه البيهقي من طريق محمد بن
كثير حدثنا سفيان بن عيينة به. إلا أنه قال: " ارفعوا عن بطن عرنة، وارفعوا
عن بطن محسر ". فلم يذكر الشطر الثاني منه. وقال: صحيح على شرط مسلم "،
وهو كما قال. ثم ذكر له شاهدا من طريق أخرى عن ابن عباس نحوه. وله شاهد آخر
من حديث جبير بن مطعم صححه ابن حبان، وقد أشرت إليه في " تخريج المشكاة " (٢٥٩٦) .