أثر له ولا عين عند قواد جيوش زماننا، فإنهم
يودعون الجيوش على أنغام الآلات الموسيقية التي يرى بعض الدعاة الإسلاميين
اليوم أنه لا شيء فيها، تقليدا منهم لظاهرية ابن حزم التي قد يسخرون منها
عندما تخالف آراءهم - ولا أقول: أهواءهم، ولا يتبعون أقوال الأئمة الأربعة
وغيرهم الموافقة للأحاديث الصحيحة والصريحة في تحريم المعازف، تيسيرا على
الناس بزعمهم! فإلى الله المشتكى من غربة الإسلام، وقلة من يعمل بأحكامه في
هذا الزمان، ويشكك فيها بالخلاف الواقع في الكثير منها، ليأخذ منها ما يشتهي
، دون أن يحكم فيه قوله تعالى: * (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول
إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر) *، فكأن هذه الآية منسوخة عنده. والله
المستعان.
١٦٠٦ - " إن الشيخ يملك نفسه ".
أخرجه أحمد (٢ / ١٨٥ و ٢٢١) عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن قيصر
التجيبي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: " كنا عند النبي صلى الله عليه
وسلم، فجاء شاب فقال: يا رسول الله أقبل وأنا صائم؟ قال: " لا ". فجاء
شيخ فقال: أقبل وأنا صائم؟ قال: " نعم ". قال: فنظر بعضنا إلى بعض فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " فذكره.
قلت: وهذا إسناد لا بأس به في الشواهد، رجاله ثقات غير ابن لهيعة فإنه سيء
الحفظ. لكن لحديثه شواهد كنت ذكرتها قديما في " التعليقات الجياد " يتقوى
الحديث بها. ومن شواهده ما أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (١١٠٤٠)
من طريق حبيب بن أبي ثابت عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنه قال: " رخص للشيخ
(أن يقبل) وهو صائم، ونهى الشاب ".