وتدل المستدل على حاجة له قد علمت مكانها وتسعى بشدة
ساقيك إلى اللهفان المستغيث وترفع بشدة ذراعيك مع الضعيف كل ذلك من أبواب
الصدقة منك على نفسك ولك في جماعك زوجتك أجر قال أبو ذر: كيف يكون لي أجر في
شهوتي؟ فقال: أرأيت لو كان لك ولد فأدرك ورجوت خيره، فمات أكنت تحتسبه؟
قلت: نعم قال: فأنت خلقته؟ قال: بل الله خلقه قال: فأنت هديته؟ قال: بل
الله هداه قال: فأنت ترزقه؟ قال: بل الله كان يرزقه قال: كذلك فضعه في
حلاله وجنبه حرامه، فإن شاء الله أحياه وإن شاء أماته ولك أجر ".
أخرجه الإمام أحمد (٥ / ١٦٨) : حدثنا عبد الملك بن عمرو حدثنا علي يعني ابن
مبارك عن يحيى عن زيد بن سلام عن أبي سلام قال أبو ذر: على كل نفس الخ.
كذا الأصل لم يرفعه والظاهر أنه سقط من الناسخ بدليل السياق. وهذا سند صحيح
رجاله كلهم ثقات رجال مسلم. ورواه ابن حبان والنسائي كما رمز له في المنتخب
(٢ / ٥٣٥) والله أعلم. وله طريق أخرى أخصر منه بلفظ: " تبسمك في وجه أخيك
صدقة ". وقد مر وله حديث آخر قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي
العمل أفضل؟ قال: " إيمان بالله وجهاد في سبيله قلت: فأي الرقاب أفضل؟ قال
: أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها قلت: فإن لم أفعل؟ قال: تعين صانعا أو
تصنع لأخرق قال: فإن لم أفعل؟ قال: تدع الناس من الشر فإنها صدقة تصدق بها
على نفسك ". أخرجه البخاري (٣ / ١١٧) وفي " الأدب المفرد " (٣٤، ٤٦)
ومسلم (١ / ٦٢) وأحمد (٥ / ١٥٠، ١٧١) عن أبي مراوح عنه. وعند النسائي
ولبعضه (٢ / ٥٧) منه الجملة الأولى.