قلت: ورجاله كلهم ثقات رجال البخاري غير الوليد بن عتبة فقال البخاري في
" تاريخه ": " معروف الحديث ". وأما أبو حاتم فقال: " مجهول ".
قلت: قد عرفه البخاري، ومن عرف حجة على من لم يعرف. لاسيما إذا كان العارف
مثل البخاري أمير المؤمنين في الحديث. فالحديث إن لم يكن حسنا لذاته من هذه
الطريق، فلا أقل من أن يكون حسنا لغيره بالطريق التي قبله. لاسيما وله طريق
أخرى عن ابن عمر، يرويه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير عن سالم بن عبد الله
بن عمر عن ابن عمر عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره نحوه
وزاد في آخره: " كائنا ما كان، ما عاش ". أخرجه الترمذي وأبو نعيم في
" الحلية " (٦ / ٢٦٥) وقال الترمذي: " حديث غريب، وعمرو بن دينار قهرمان
آل الزبير، شيخ بصري وليس هو بالقوي في الحديث وقد تفرد بأحاديث عن سالم بن
عبد الله ".
قلت: ومما يدل على ضعفه اضطرابه في إسناد هذا الحديث، فرواه مرة هكذا ومرة
قال: عن سالم عن ابن عمر مرفوعا. لم يذكر عمر في سنده. أخرجه ابن ماجه
(٣٨٩٢) وعبد بن حميد في " المنتخب من المسند " (٦ / ٢) وابن الأعرابي في
" المعجم " (ق ٢٣٨ / ٢) والخرائطي في " فضيلة الشكر " (١ / ٢) وتمام
الرازي في " الفوائد " (ق ١١٧ / ١) والحنائي في " الفوائد " (٣ / ٢٥٨ / ٢)
والبغوي في " شرح السنة " (١ / ١٤٩ / ٢) من طرق عنه به. وقال الحنائي: