" تابعي ثقة ". وكذا قال الحافظ إنه ثقة.
قلت: وبقية رجال الإسناد ثقات معروفون فالإسناد جيد لا علة فيه، فقول ابن
أبي حاتم في " العلل " (٢ / ٣٠٨) عن أبيه: " هذا حديث منكر " مردود. ومثله
ما نقله المناوي عن ابن القيم أنه قال: " حديث معلول، رواه الترمذي وذكر
علته، ولا أحفظ الآن ما قيل فيه إلا أنه من رواية عبد الله بن مسلم بن جندب
عن أبيه عن ابن عمر ".
قلت: فهذا مردود أيضا لأنه مجرد دعوة، ثم قال المناوي: " وقال ابن حبان:
إسناده حسن، لكنه ليس على شرط البخاري ".
(تنبيه) سقط من رواية ابن حبان اسم عبد الله هذا، ووقع عنده: " مسلم بن
جندب عن أبيه عن ابن عمر ... ". وليس السقط من الناسخ، بل الرواية عنده هكذا
وقعت له، فإنه أورده في ترجمة " جندب بن سلامة " وقال: " ويقال ابن سلام
المدني يروي عن ابن عمر، روى عنه مسلم بن جندب ". ثم ساق الحديث. ولا شك أن
هذه الرواية شاذة، لمخالفتها للروايات الأخرى المطبقة على أنها من رواية عبد
الله بن مسلم عن أبيه عن ابن عمر، وأنه لا ذكر لجندب فيها. والله أعلم.
وقد وجدت للحديث طريقا أخرى عن ابن عمر، فقال الروياني في " مسنده " (ق ٢٤٩
/ ٢) : أنبأنا العباس بن محمد أنبأنا أبو الربيع سليمان بن داود بن رشيد
أنبأنا خالد بن زياد الدمشقي عن زهير بن محمد المكي عن نافع عنه به.
ورجاله ثقات غير خالد هذا فمجهول، وزهير بن محمد هو أبو المنذر التميمي
الخراساني، قال الحافظ: