والله
أعلم. وقوله " لا يدخل الجنة ولد زنية "، ليس على ظاهره بل المراد به من
تحقق بالزنا حتى صار غالبا عليه، فاستحق بذلك أن يكون منسوبا إليه، فيقال:
هو ابن له، كما ينسب المتحققون بالدنيا إليها، فيقال لهم: بنو الدنيا بعلمهم
وتحققهم بها، وكما قيل للمسافر ابن السبيل، فمثل ذلك ولد زنية وابن زنية،
قيل لمن تحقق بالزنا، حتى صار تحققه منسوبا إليه، وصار الزنا غالبا عليه،
فهو المراد بقوله " لا يدخل الجنة " ولم يرد به المولود من الزنا ولم يكن هو
من ذوي الزنا، لما تقدم بيانه في الحديث الذي قبله. وهذا المعنى استفدته من
كلام أبي جعفر الطحاوي رحمه الله وشرحه لهذا الحديث. والله أعلم.
ثم وجدت للحديث شاهدا آخر دون الزيادة، ولفظه: " لا يلج حائط القدس: مدمن
خمر ولا العاق لوالديه ولا المنان عطاءه ". أخرجه أحمد (٣ / ٢٢٦) قال:
حدثنا هشيم حدثنا محمد بن عبد الله العمي عن علي بن زيد عن أنس بن مالك قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
قلت: وعلي بن زيد - وهو ابن جدعان - ضعيف. ومحمد بن عبد الله العمي أورده
السمعاني في " الأنساب " من روايته عن ثابت البناني، ورواية أبي النضر وغيره
عنه، فهو مستور.
وبالجملة فهو شاهد لا بأس به. ويقويه ما أخرجه ابن خزيمة في " التوحيد "
(ص ٢٣٧) من طريقين عن خالد بن الحارث قال: حدثنا شعبة عن يعلى بن عطاء عن
نافع عن عروة بن مسعود عن عبد الله بن عمرو أنه قال: " لا يدخل حظيرة القدس
سكير ولا عاق ولا منان ".