والخطيب في " الفقيه والمتفقه " (٢٢٥ / ٢) من طريق فليح
ابن سليمان عن أيوب بن عبد الرحمن بن صعصعة الأنصاري عن يعقوب بن أبي يعقوب
عن أم المنذر بنت قيس الأنصارية قالت:
" دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي عليه السلام، وعلي ناقه
ولنا دوالي معلقة، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل منها، وقام علي
ليأكل، فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: مه إنك ناقه، حتى كف
علي عليه السلام، قالت: وصنعت شعيرا وسلقا، فجئت به، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: فذكره ".
وقال الترمذي:
" حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث فليح ".
قلت: وهو مختلف فيه وقد ضعفه جماعة، ومشاه بعضهم واحتج به الشيخان في
" صحيحيهما "، والراجح عندنا أنه صدوق في نفسه وأنه يخطىء أحيانا فمثله حسن
الحديث إن شاء الله تعالى إذا لم يتبين خطؤه. وقد أخرج حديثه هذا الحاكم في
" المستدرك " (٤ / ٤٠٧) وقال:
" صحيح الإسناد ". ووافقه الذهبي. وإنما هو حسن فقط كما قال الترمذي.
والله أعلم.
قال ابن القيم رحمه الله في " زاد المعاد " (٣ / ٩٧) بعد أن ساق الحديث:
" واعلم أن في منع النبي صلى الله عليه وسلم لعلي من الأكل من الدوالي وهو
ناقه أحسن التدبير، فإن الدوالي أقناء من الرطب تعلق في البيت للأكل بمنزلة
عناقيد العنب، والفاكهة تضر بالناقه من المرض لسرعة استحالتها وضعف الطبيعة
عن دفعها، فإنها بعد لم تتمكن قوتها، وهي مشغولة بدفع آثار العلة وإزالتها
من البدن، وفي الرطب