وأما قوله: " وعندنا فيه ... " الخ. فيعني الحديث الآتي، ومما سترى في
تخريجه يتبين لك أن قوله: " تفرد به اليشكري " إنما هو على مبلغ علمه وإلا
فقد تابعه جمع كما يأتي.
٣ - أما حديث ابن عمر، فأخرجه العقيلي في " الضعفاء " (٢٥٧) والدارقطني في
" غرائب مالك " من طريق عبد الوهاب بن نافع العامري قال: حدثنا مالك عن نافع
عن ابن عمر مرفوعا به، وقال العقيلي: " عبد الوهاب منكر الحديث لا يقيمه ".
وقال الدارقطني: " عبد الوهاب واه جدا ". ثم قال العقيلي: " ليس له أصل من
حديث مالك ولا رواه ثقة عنه وله رواية من غير هذا الوجه فيه لين أيضا ".
وقال الحافظ في " اللسان " عقب الحديث: " ثم أخرجه (الدارقطني) من خمسة
أوجه عن مالك، وقال: كل من رواه عن مالك ضعيف ".
قلت: لعل من هذه الأوجه رواية اليشكري التي أشار إليها الحاكم فيما تقدم من
كلامه، وقد أخرجها الخطيب في " الفوائد الصحاح الغرائب " (ج ١ رقم ١٧ -
منسوختي) من طريق محمد بن غالب بن حرب قال: حدثنا محمد بن الوليد اليشكري قال
: حدثنا مالك بن أنس به وقال: " هذا حديث غريب من حديث مالك بن أنس عن نافع
عن ابن عمر. تفرد بروايته محمد بن الوليد اليشكري، وتابعه علي بن قتيبة
الرفاعي عن مالك، وليس بثابت من حديثه ".