للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

" التقريب ":

" ضعفوه لكثرة تدليسه ".

قلت: وقد صرح هنا بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه.

فقه الحديث:

فيه فضل النبي صلى الله عليه وسلم، وكثرة خشيته، وخوفه من ربه، وإكثاره

من عبادته، مع أنه تعالى قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فهو المنتهى

في الكمال البشري. ولا جرم في ذلك فهو سيد البشر صلى الله عليه وسلم.

لكن ليس فيه ما يدل على أنه صلى الله عليه وسلم قام الليل كله، لأنه لم يقع

فيه بيان أن النبي صلى الله عليه وسلم، ابتدأ القيام من بعد العشاء أو قريبا

من ذلك، بل إن قوله: " قام ليلة من الليالي فقال ... " الظاهر أن معناه " قام

من نومه.... " " أي نام أوله ثم قام، فهو على هذا بمعنى حديثها الآخر " كان

ينام أول الليل، ويحي آخره ... ".

أخرجه مسلم (٢ / ١٦٧) .

وإذا تبين هذا فلا يصح حينئذ الاستدلال بالحديث على مشروعية إحياء الليل كله،

كما فعل الشيخ عبد الحي اللكنوي في " إقامة الحجة على أن الإكثار من التعبد ليس

بدعة "، قال (ص ١٣) : فدل ذلك على أن نفي عائشة قيام الليل كله محمول على

غالب أوقاته صلى الله عليه وسلم ".

قلت: يشير بـ " نفي عائشة " إلى حديثها الآخر:

" ولم يقم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة يتمها إلى الصباح، ولم يقرأ

القرآن في ليلة قط ".

أخرجه مسلم (٢ / ١٦٩ - ١٧٠) وأبو داود (١٣٤٢) واللفظ له.

قلت: فهذا نص في النفي المذكور لا يقبل التأويل، وحمله على غالب الأوقات

إنما يستقيم لو كان حديث الباب صريح الدلالة على أنه صلى الله عليه وسلم قام

تلك الليله

<<  <  ج: ص:  >  >>