قلت: وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات معروفون. وأبو رجاء اسمه محرز بن عبد
الله الجزري قال أبو داود: ثقة. وكذا وثقه أبو حاتم وذكره ابن حبان في
" الثقات " وقال: " كان يدلس عن مكحول يعتبر بحديثه ما بين فيه السماع عن
مكحول وغيره.
قلت: وهذا الحديث إنما رواه عن مكحول بواسطة برد بن سنان فزالت بذلك مظنة
تدليسه عنه لكن الذهبي قال في " الكنى " من " الميزان " ما نصه: " أبو رجاء
الجزري عن فرات بن السائب، وعنه عبدة بن سليمان وإسماعيل بن زكريا يقال اسمه
محرز، قال ابن حبان روى عن فرات وأهل الجزيرة المناكير الكثيرة التي لا يتابع
عليها لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد، فمن ذلك عن فرات عن ميمون عن ابن عمر
مرفوعا: ما صبر أهل البيت على ضر ثلاثا إلا أتاهم الله برزق ". فيظهر أن ابن
حبان تناقض في هذا الرجل فمرة أورده في " الثقات " وأخرى في كتابه " الضعفاء "
. ولعل منشأ تلك المناكير من الذين دلسهم وليست منه نفسه، فإنه ثقة كما سبق
، والله أعلم. والحديث أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (١٠ / ٣٦٥) و " أخبار
أصبهان " (٢ / ٣٠٢) والبيهقي في " الزهد " (ق ٩٩ / ٢) من طريق أخرى عن أبي
رجاء به وزاد: " وأقل الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب ".
ولهذه الزيادة طريق ثالثة عن أبي هريرة مضى برقم (٥٠٦) . ولها شاهد يرويه
إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني حدثني أبي عن جدي عن أبي إدريس
الخولاني عن أبي ذر قال: " دخلت المسجد، وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم
جالس وحده، فجلست إليه فقال: