(٢ / ٤٩٣) بهذا السياق لكنه قال: " أعظم أجرا " بدل
" خير " وأما الترمذي فلفظه " إن المسلم إذا كان يخالط ... " والباقي مثله
إلا أنه قال: " ... من المسلم الذي ... ".
ثانيا: أن الترمذي أخرجه (٣ / ٣١٩) من طريق شعبة عن سليمان الأعمش عن يحيى
بن وثاب عن شيخ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أراه عن النبي فذكره وقال
عقبه: " قال ابن عدي: (أحد شيوخ الترمذي فيه) : كان شعبة يرى أنه ابن عمر "
. ثالثا: أن إسناده عند ابن ماجه ليس بحسن، فإنه قال: " حدثنا علي بن ميمون
الرقي حدثنا عبد الواحد بن صالح حدثنا إسحاق ابن يوسف عن الأعمش عن يحيى بن
وثاب عن ابن عمر ". وعبد الواحد هذا لا يعرف إلا في هذا الإسناد بهذا الحديث
ولم يرو عنه إلا علي بن ميمون الرقي كما قال الذهبي، وأشار بذلك إلى أنه
مجهول وقد صرح بذلك الحافظ في " التقريب ". لكنه لم ينفرد به، فقد رأيت أن
الترمذي قد أخرجه من طريق شعبة عن الأعمش وكذلك أخرجه البخاري في " الأدب
المفرد " (٣٨٨) ، ولفظه عين اللفظ الذي ذكره الحافظ معزوا لابن ماجه!
ورواه أحمد (٥٠٢٢) من هذه الطريق باللفظين لفظ البخاري ولفظ ابن ماجه،
وسنده مثل الترمذي، قال فيه: " عن شيخ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم،
قال: وأراه ابن عمر، قال حجاج: قال شعبة قال سليمان وهو ابن عمر ".
وهذا الاختلاف في سند الحديث ومتنه مما لا يعل به الحديث لأنه غير جوهري،
وسواء سمي صحابي الحديث أم لم يسم، وسواء كان اللفظ " أعظم أجرا " أو " خير
" فالسند صحيح كلهم ثقات من رجال الشيخين. ثم أخرجه أحمد (٥ / ٣٦٥) عن سفيان
بن سعيد الأعمش به مثل رواية شعبة عند أحمد وبلفظ ابن ماجه، وأخرجه ابن
الجوزي في " جامع المسانيد " (٦٥ / ١ المحمودية)