في " الزهد "
(ق ٩٩ / ١) وهبة الله الطبري في " الفوائد الصحاح " (١ / ١٣٢ / ٢) من طريق
معاوية بن صالح حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي عن أبيه قال: سمعت
عمرو بن الحمق الخزاعي مرفوعا به. وقال الطبري: " حديث صحيح على شرط
مسلم يلزمه إخراجه ".
قلت: وهو كما قال، ومن الغريب أن الحاكم أخرجه من هذا الوجه (١ / ٣٤٠)
وقال: " صحيح " فقط. ووافقه الذهبي. وتابعه عبد الله بن يحيى بن أبي كثير
عن أبيه عن جبير بن نفير به نحوه. أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " (٤ /
٢ / ٣٠٢) والطحاوي والخطيب في " التاريخ " (١١ / ٤٣٤) . وله شواهد:
١ - عن أبي أمامة به نحوه. أخرجه القضاعي (١١٠ / ٢) عن علي بن يزيد عن
القاسم عنه. وهذا إسناد ضعيف، علي بن يزيد هو الألهاني ضعيف.
٢ - عن أبي عتبة الخولاني. رواه القضاعي أيضا من طريق بقية قال: أخبرنا محمد
ابن زياد عنه مرفوعا. وهذا إسناد لا بأس به لكن أبا عتبة هذا لم أعرفه إلا أن
يكون الكندي الحمصي سمع أبا أمامة الباهلي، روى عنه معاوية بن صالح كما في
" الجرح " (٤ / ٢ / ٤١٢) فهو مرسل. ثم استدركت فقلت: إنما هو أبو عنبة
الخولاني بالنون بدل المثناة من فوق كذلك ذكره ابن أبي حاتم (٤ / ٢ / ٤١٨ -
٤١٩) وقال عن أبيه: " هو من الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام. روى عنه أبو
الزاهرية ومحمد ابن زياد الألهاني ... ". ومن هذا الوجه أخرجه الدولابي (٢
/ ١٠) لكن وقع في إسناده تحريف. وكذلك أخرجه أحمد (٤ / ٢٠٠) وصرح عن شيخه
سريج بن النعمان بأن لأبي عنبة صحبة وصرح هذا بسماعه من النبي صلى الله عليه
وسلم في حديث آخر عنده. والله أعلم. ثم رأيته في " السنة " لابن أبي عاصم
(رقم ٤٠٠ - بتحقيقي) من طريق بقية حدثنا محمد بن زياد به.