قلت: وخالفه مكحول فرواه عن كثير بن مرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.
رواه البيهقي وقال: " هذا مرسل جيد ". كما قال المنذري. أخرجه اللالكائي
(١ / ١٠٢ / ١) عن عطاء بن يسار ومكحول والفضل بن فضالة بأسانيد مختلفة عنهم
موقوفا عليهم ومثل ذلك في حكم المرفوع لأنه لا يقال بمجرد الرأي. وقد قال
الحافظ ابن رجب في " لطائف المعارف " (ص ١٤٣) : " وفي فضل ليلة نصف شعبان
أحاديث متعددة وقد اختلف فيها، فضعفها الأكثرون وصحح ابن حبان بعضها وخرجه
في " صحيحه " ومن أمثلها حديث عائشة قالت: فقدت النبي صلى الله عليه وسلم ...
" الحديث.
٨ - وأما حديث عائشة فيرويه حجاج عن يحيى بن أبي كثير عن عروة عنه مرفوعا بلفظ
: " إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا، فيغفر لأكثر
من عدد شعر غنم كلب ". أخرجه الترمذي (١ / ١٤٣) وابن ماجه (١٣٨٩)
واللالكائي (١ / ١٠١ / ٢) وأحمد (٦ / ٢٣٨) وعبد بن حميد في " المنتخب من
المسند " (١٩٤ / ١ - مصورة المكتب) وفيه قصة عائشة في فقدها النبي صلى الله
عليه وسلم ذات ليلة. ورجاله ثقات لكن حجاج وهو ابن أرطأة مدلس وقد عنعنه،
وقال الترمذي " وسمعت محمد (يعني البخاري) : يضعف هذا الحديث ".
وجملة القول أن الحديث بمجموع هذه الطرق صحيح بلا ريب والصحة تثبت بأقل منها
عددا ما دامت سالمة من الضعف الشديد كما هو الشأن في هذا الحديث، فما نقله
الشيخ القاسمي رحمه الله تعالى في " إصلاح المساجد " (ص ١٠٧) عن أهل التعديل
والتجريح أنه ليس في فضل ليلة