قلت: لم يذكر الهيثمي في " زوائد مسند البزار " للحديث طريق أخرى عن أبي هريرة
غير هذه، فلعل قوله: " طرق " محرفة عن " طريق " لكن المناوي نقله عن الهيثمي
كما نقلته عنه " طرق "، ثم وهم وهما فاحشا حيث ذكر قول الهيثمي هذا عقب حديث
بريدة المذكور أعلاه، فأوهم شيئين اثنين لا حقيقة لهما:
الأول: أن لحديث بريدة أكثر من حديث واحد. وليس كذلك.
الآخر: أنه ضعيف وليس كذلك أيضا بل إسناده صحيح كما أفاده الهيثمي نفسه فيما
تقدم ومن العجيب أن الهيثمي لم يورده مع حديث أبي هريرة في المكان المشار إليه
ومن البعيد أن يكون أورده في مكان آخر من " المجمع ". وقد أخرجه أبو الشيخ
في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " (ص ٢٧٤) والعقيلي في " الضعفاء " (ص
٢٧٨) وأبو القاسم بن أبي قعنب في " حديث القاسم بن الأشيب " (٨ / ١)
والبغوي في " شرح السنة " (٤ / ٧١ / ٢) من طريق عمرو بن راشد عن يحيى ابن
أبي كثير به. وقال البغوي: " عمرو بن راشد ضعيف ". وقال العقيلي: " لا
يتابعه إلا من هو دونه أو مثله ". وكأنه يشير إلى متابعة عمر بن أبي خثعم
المتقدمة. وللحديث شاهد آخر من حديث ابن عباس يرويه النضر بن إسماعيل البجلي
عن طلحة بن عمرو عن عطاء عنه مرفوعا. أخرجه ابن عدي في " الكامل " (ق ٢٠٥ / ١
) والديلمي في " المسند " (١ / ١ / ١٠٤) وقال ابن عدي: " طلحة بن عمرو
عامة ما يرويه لا يتابعونه عليه، وهذا الحديث مما فيه نظر ". وذكره ابن أبي
حاتم في " العلل " (٢ / ٣٢٩) من هذا الوجه وقال: