وللحديث طريق أخرى، فقال الترمذي: حدثنا سفيان بن
وكيع حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن داود العطار عن معمر عن قتادة عن أنس بن مالك
مرفوعا به. وقال: " حديث غريب لا نعرفه من حديث قتادة إلا من هذا الوجه وقد
رواه أبو قلابة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه والمشهور حديث أبي
قلابة ".
قلت: ورجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير سفيان بن وكيع قال الحافظ: " كان صدوقا
إلا أنه ابتلي بوراقه، فأدخل عليه ما ليس من حديثه، فنصح فلم يقبل، فسقط
حديثه ". وللحديث شواهد من حديث ابن عمر من طريقين عنه وأبي محجن والحسن
البصري مرسلا بعضها مطولا وبعضها مختصر، أخرجها ابن عساكر (٢ / ٢٩٦ / ٢ و ٦
/ ٢٨٢ / ٢ و ١١ / ٩٧ / ٢) بأسانيد ضعيفة، وأخرج أبو يعلى في " مسنده " (٤ /
١٣٨٤) الطريق الأولى عن ابن عمر، والحاكم (٣ / ٥٣٥) الطريق الأخرى عنه،
وأبو نعيم في " الحلية " (١ / ٥٦) وزاد في رواية: " وأكرمها ". وفيه
زكريا بن يحيى المنقري ولم أعرفه، ووقع في " المناوي " زكريا بن يحيى
المقرىء وهو تصحيف. وأخرجه ابن عساكر (١٣ / ٣٧٠ / ٢ - ٣٧١ / ١) من طريق
الطبراني بإسناده عن مندل بن علي عن ابن جريج عن محمد بن المنكدر عن جابر
مرفوعا نحوه وزاد في آخره: " وقد أوتي عمير عبادة. يعني أبا الدرداء ".
ومندل ضعيف. وروى أبو نعيم في " الحلية " (١ / ٥٦) من طريق عبد الأعلى
السامي عن عبيد الله بن عمر، ومن طريق الكوثر بن حكيم كلاهما عن نافع عن ابن
عمر مرفوعا بلفظ: " أشد أمتي حياء عثمان بن عفان ". زاد في رواية " وأكرمها
".