دماء بعض وكان ذلك سابقا من الله كما
سبق في الأمم قبلهم فسألته أن يوليني شفاعة فيهم يوم القيامة ففعل ".
رواه ابن أبي عاصم في " السنة " (٧١ / ٢) وابن بشران في " الأمالي " (٢٦ /
٢) والطبراني في " الأوسط وعنه ابن عساكر في " التاريخ " (٥ / ١١٦ / ٢)
والحاكم في " المستدرك " (١ / ٦٨) كلهم عن أبي اليمان الحكم بن نافع
البهراني حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري حدثنا أنس بن مالك عن أم حبيبة
عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا به. وقال الحاكم: " صحيح الإسناد على
شرط الشيخين ولم يخرجاه والعلة عندهما فيه أن أبا اليمان حدث به مرتين فقال
مرة: عن شعيب عن الزهري عن أنس. وقال مرة: عن ابن أبي الحسن عن أنس، وقد
قدمنا القول في مثل من حديثه إنه لا ينكر أن يكون الحديث عند إمام من الأئمة عن
شيخين، فمرة يحدث عن هذا، ومرة عن ذاك ".
قلت: هذا الجواب غير سديد هنا لما يأتي. قال أبو زرعة النصري الدمشقي في
" الثاني من حديثه " (٤٩ / ١) : " سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن حديث
أبي اليمان هذا فقال: ليس له عن الزهري أصل، وأخبرني أنه من حديث شعيب إذ
كان به ملصق بكتاب الزهري، قال: وبلغني أن أبا اليمان قد اتهم وليس له أصل
كأنه يذهب إلى أنه اختلط بكتاب الزهري إذ كان به ملصقا، ورأيته كأنه يعذر أبا
اليمان، ولا يحمل، قال أبو زرعة: وقد سألت عنه أحمد بن صالح مقدمه دمشق
سنة تسع وعشرة ومائتين فقال لي: مثل قول أحمد أنه لا أصل له عن الزهري،
ورواه ابن عساكر (٥ / ١١٦ / ٢) عن أبي زرعة. ثم روى ابن عساكر من طريق عبد
الله وهذا في " المسند " (٩ / ٤٢٧ و ٤٢٨) حدثني أبي أنبأنا أبو اليمان
أنبأنا شعيب بن أبي حمزة فذكر هذا الحديث يتلو أحاديث ابن أبي حسين وقال:
أخبرنا أنس بن مالك عن أم حبيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم