مكثه عندنا، وكان قل يوم إلا وهو
يطوف علينا جميعا، فيدنو من كل امرأة من غير مسيس حتى يبلغ إلى التي هو يومها
، فيبيت عندها، ولقد قالت سودة بنت زمعة حين أسنت وفرقت أن يفارقها رسول
الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله يومي لعائشة، فقبل ذلك رسول الله صلى
الله عليه وسلم منها، وفي ذلك أنزل الله تعالى وفي أشباهها - أراه قال -
* (وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا) * ".
أخرجه أبو داود (١ / ٣٣٣ - التنازية) من طريق أحمد بن يونس حدثنا عبد الرحمن
ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه قال: قالت عائشة: " يا ابن أختي
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفضل ... ". وخالفه سعيد بن منصور
أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد به إلا أنه أرسله فقال: عن هشام عن أبيه قال
: " أنزل في سودة رضي الله عنها وأشباهها * (وإن امرأة خافت ... ) * " الحديث
. أخرجه البيهقي (٧ / ٢٩٧) وقال: " ورواه أحمد بن يونس عن أبي الزناد
موصولا كما سبق ذكره في أول كتاب النكاح ". ولعل الوصل أرجح، فإن أحمد بن
يونس ثقة من رجال الشيخين، وقد زاد الوصل وزيادة الثقة مقبولة، لاسيما وله
شاهد من حديث ابن عباس قال: " خشيت سودة أن يطلقها رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فقالت: يا رسول الله لا تطلقني وأمسكني واجعل يومي لعائشة، فقبل،
فنزلت الآية. * (وإن