قلت: فمثله يستشهد به، فالحديث عندي حسن بمجموع الروايتين. وله متابع ثالث
، فقد ذكر ابن عدي في ترجمة محمد بن عبد الله، ويقال: ابن الحسن (٣٠٧ / ٢)
أنه رواه عن أبي الزناد به.
قلت: ومحمد هذا هو ابن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب الملقب
بالنفس الزكية، وهو ثقة كما قال النسائي وغيره. وقول البخاري في حديثه:
" لا يتابع عليه " لا يضره، بعد ثبوت عدالته عند من وثقه كما لا يخفى على أهل
المعرفة بهذا العلم الشريف. فالحديث بهذه المتابعة صحيح. وثمة متابعة رابعة
ولكنها مما لا يفرح به، وهي متابعة عباد بن كثير المتقدمة والمقرونة مع
طارق عند البزار. وقد أخرجها الحارث بن أبي أسامة في " مسنده " (ص ١٠٢ -
زوائده) والديلمي (١ / ٢ / ٢٤٦ - ٢٤٧) من طريق ابن لال معلقا عن عبد الرحمن
ابن واقد حدثنا وهب بن وهب حدثنا عباد بن كثير به. وعباد بن كثير وهو الثقفي
البصري متروك، فلا يستشهد به. وسند الديلمي إليه ساقط هالك، لكن إسناد
البزار إليه قوي.
الطريق الأخرى: عن يزيد بن صالح أخبرنا خارجة عن عباد بن كثير عن أبي الزناد
عن أبي صالح عن أبي هريرة به. أخرجه ابن عساكر (٥ / ٢٠٥ / ٢) . وعباد بن
كثير متروك كما تقدم، ومن دونهما لم أعرفهما الآن.
٢ - وأما حديث أنس فيرويه داود بن المحبر قال: أخبرنا العباس بن رزين السلمي
عن {خلاس} بن يحيى التميمي عن ثابت البناني عنه مرفوعا. أخرجه أبو جعفر
البختري في " ستة مجالس من الأمالي " (ق ١١٤ / ٢) .
قلت: وداود بن المحبر متهم بالوضع فلا يستشهد به.