كذا قالا، وفضيل بن مرزوق وإن كان من
رجال مسلم، ففيه ضعف من قبل حفظه، قال الحافظ: " صدوق يهم ". وشيخه أبو
إسحاق هو السبيعي مختلط مدلس، وقد عنعنه. وقد اضطرب الفضيل في إسناده،
فمرة قال عنه، وأخرى قال: عن عطية. فالحديث من هذا الوجه ضعيف. لكن له
شاهد من حديث أبي هريرة يرويه سعيد بن عيسى - جار محمد بن الصباح - حدثنا حماد
ابن سلمة عن أيوب ويونس وحميد عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: فذكره
مرفوعا دون ذكر الحلل، وزاد في آخره: " وليس في الجنة أعزب ". أخرجه
الخطيب في ترجمة سعيد هذا من " التاريخ " (٩ / ٨٧) ولم يذكر فيه جرحا ولا
تعديلا، وكناه بأبي عثمان المعروف بالبلخي، وأنا أظنه الذي في " الجرح
والتعديل " (٢ / ١ / ٥١) : " سعيد بن عيسى بن تليد الرعيني أبو عثمان، مصري
روى عن المفضل بن فضالة وابن وهب وعبد الرحمن بن القاسم، سمع منه أبي،
وسألته عنه فقال: لا بأس به، وهو ثقة ".
قلت: فإذا كان هذا هو البلخي، فيكون مصريا قد رحل إلى بغداد، فإنه من هذه
الطبقة. والله أعلم. وقد توبع، فقال الإمام أحمد (٢ / ٣٤٥) : حدثنا عفان
حدثنا حماد بن سلمة أنبأنا يونس عن محمد بن سيرين به دون الشطر الأول منه ودون
الزيادة. وأخرجه مسلم (٨ / ١٤٦) وأحمد (٢ / ٢٣٠ و ٢٤٧ و ٥٠٧) من طرق
أخرى عن أيوب به كاملا دون الحلل. وأخرجه الدارمي (٢ / ٣٣٦) من طريق هشام
القردوسي عن ابن سيرين الشطر الثاني منه.