فروى ابن سعد (٣ / ٣٩٤) بسند جيد عن ابن شهاب: أن عثمان بن
مظعون أراد أن يختصي ويسيح في الأرض، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أليس لك في أسوة حسنة؟ فأنا آتي النساء وآكل اللحم وأصوم
وأفطر، إن خصاء أمتي الصيام، وليس من أمتي من خصى أو اختصى ". وأخرج
الحسين المروزي في " زوائد الزهد " (١١٠٦) من طريق عبد الرحمن بن زياد بن
أنعم عن سعد بن مسعود قال قال عثمان بن مظعون ... فذكره نحوه دون قوله:
" وليس من أمتي ... ". لكن أخرجه ابن المبارك نفسه في " الزهد " (٨٤٥) من
طريق رشدين بن سعد قال: حدثني ابن أنعم به أتم منه. وعبد الرحمن بن أنعم
ضعيف لسوء حفظه، ومثله رشدين. ثم أخرج المروزي (١١٠٧) وأحمد (٣ / ٣٧٨
و٣٨٢ - ٣٨٣) من طريق رجل عن جابر بن عبد الله قال: جاء شاب إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال: أتأذن لي في الخصاء؟ فقال: " صم، وسل الله من فضله "
. وإسناده صحيح لولا الرجل الذي لم يسم. وجملة القول أن الحديث بمجموع هذا
الطرق صحيح، دون ذكر القيام فإنه منكر. والله أعلم. ويشهد له الحديث
المتفق عليه عن ابن مسعود مرفوعا: " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباء
فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له
وجاء ".