وقال في مكان آخر (٤ / ٢٧٤ - ٢٧٥) : " رواه ابن أبي الدنيا والطبراني في
" الأوسط " بإسنادين أحدهما جيد قوي، وأبو يعلى مختصرا، ورواته رواة الصحيح
والبزار ".
قلت: في إسناد الطبراني خالد بن مخلد القطواني وهو وإن كان من رجال البخاري
ففي حفظه ضعف، وهو راوي حديث " ... من عادى لي وليا ... " وهو مخرج فيما
تقدم برقم (١٦٤٠) مع بيان شواهده التي تقويه. وبالجملة فالحديث بمجموع
الطريقين حسن على الأقل. ثم وجدت له طريقا أخرى أخرجه أبو نعيم في " الحلية "
(٣ / ٧٢ - ٧٣) عن يزيد بن عبد ربه الجرجاني قال: حدثنا الوليد عن الأوزاعي
عن يحيى بن أبي كثير عن أنس بن مالك به. وقال: " غريب من حديث الأوزاعي عن
يحيى متصلا مرفوعا ولم نكتبه إلا من هذا الوجه، وقيل: إنه تفرد به يزيد ".
قلت: وهو ثقة من شيوخ مسلم ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين، لكن الوليد وهو
ابن مسلم يدلس تدليس التسوية. ويحيى بن أبي كثيرا رأى أنسا لكنه رمي بالتدليس
. وله طريق ثالث، فقال أبو يعلى (٣ / ١٠٤٦) : حدثنا شيبان بن فروخ أخبرنا
الصعق بن حزن أخبرنا علي بن الحكم البناني عن أنس بن مالك به. وفيه ذكر يوم
المزيد. وهذا إسناد جيد رجاله ثقات رجال البخاري غير الصعق بن حزن فهو من
رجال مسلم وفيه كلام لا يضر. وله بهذه الزيادة طرق أخرى، خرجها ابن القيم
في " حادي الأرواح " (٢ / ١٠١ - ١٠٨) يزيد بعضهم على بعض، ثم قال: