وفي
رواية لأحمد من طريق ابن لهيعة أيضا عن يزيد بن عمرو عن أبي عبد الرحمن الحبلي
عن أبي فاطمة الأزدي أو الأسدي قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا
أبا فاطمة إن أردت أن تلقاني فأكثر السجود ". ورجاله ثقات غير ابن لهيعة فهو
سيء الحفظ، وإسناده الأول أصح لأنه من رواية عبد الله بن يزيد المقرىء عنه
عند الدولابي وهو صحيح الحديث عنه. والله أعلم. وجملة القول أن الحديث
صحيح إلا فقرة الجهاد لجهلي بحال إسنادها عند الطبراني، وعدم العثور على شاهد
لها. والله تعالى أعلم. ثم وقفت على الحديث في المجلد الثاني والعشرين من "
المعجم الكبير " للطبراني الذي صدر أخيرا بتحقيق أخينا الفاضل حمدي عبد المجيد
السلفي، وقد أهداه إلي مع ما قبله من الأجزاء، جزاه الله خيرا، فرأيت
الحديث فيه رقم (٨١٠) من طريق زيد بن واقد عن سليمان بن موسى عن كثير ابن مرة
أن أبا فاطمة حدثه قال: قلت: يا رسول الله! أخبرني بعمل.. الحديث مثل رواية
النسائي الأولى، لكن بالفقرات الأربع كلها. ورجاله ثقات غير بكر بن سهل شيخ
الطبراني، قال الذهبي: " حمل الناس عنه، وهو مقارب الحال، قال النسائي:
ضعيف ".
قلت: وأعله أخونا حمدي بقوله: " وسليمان بن موسى لم يدرك كثير بن مرة ".
قلت: وهذا قول أبي مسهر وفيه عندي نظر لأن كلاهما شامي تابعي وإن كان كثير
أقدم، فقد ذكره البخاري في " التاريخ الصغير " (ص ٩٥) في فصل من مات " ما
بين الثمانين إلى التسعين "، وذكر (ص ١٣٧) أن سليمان بن موسى عاش إلى سنة