قلت: لا دخل ليعقوب في هذا الحديث فإنه متابع كما تقدم بل أخرجه الحاكم (٤ /
٥٤) أيضا من طريقين آخرين عن إبراهيم، فسلم يعقوب من عهدته، وانحصرت العلة
في إبراهيم. لكن ذكر العراقي له شاهد من رواية الطبراني في " المعجم الأوسط "
أخرجه في ترجمة مصعب بن إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مصعب بن الزبير بن
العوام برقم (٩٣٢٧) فقال: حدثنا مصعب حدثني أبي حدثنا عبد الله بن مصعب بن
ثابت بن عبد الله بن الزبير عن هشام بن عروة عن أبيه عن الزبير مرفوعا به،
وسياق الحديث له قال: " لا يروى عن الزبير إلا بهذا الإسناد ". وقال
العراقي: " هذا حديث يصلح أن يخرج للاعتبار به والاستشهاد، فإن عبد الله بن
مصعب بن ثابت ذكره ابن حبان في " الثقات "، وضعفه ابن معين ".
قلت: هو صالح للاستشهاد كما يشير إليه كلامه، فقد روى عنه جمع من الثقات،
وقال ابن أبي حاتم (٢ / ٢ / ١٧٨) عن أبيه: " هو شيخ، بابة عبد الرحمن بن
أبي الزناد ". يعني أنه نحوه في الرواية، والمتقرر فيه أنه حسن الحديث،
فابن مصعب عنده مثله أو قريب منه، فهو على الأقل صالح للاعتضاد به والاستشهاد
بحديثه. وسائر رجاله ثقات غير شيخ الطبراني مصعب فإني لم أجد له ترجمة كما
كانت ذكرت في تخريج حديث آخر في " المعجم الصغير " (رقم - ٥٦ - الروض النضير)
لكنه قد توبع، فقد أخرجه البيهقي في " المناقب " (١ / ٣٣) من طريق إبراهيم
ابن حمزة: حدثنا عبد الله بن مصعب بن ثابت به.