قلت: وهذا إسناد ضعيف، إسماعيل بن رافع المدني، قال الحافظ: " ضعيف الحفظ
". والرجل الأنصاري لم أعرفه لكنه قد توبع فأخرجه ابن جرير من طريق جعفر بن
برقان عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة قال: " إن الله يحشر الخلق كلهم، كل
دابة وطائر وإنسان، يقول للبهائم والطير: كونوا ترابا، فعند ذلك يقول
الكافر: * (يا ليتني كنت ترابا) * ".
قلت: وهذا إسناد صحيح، ورجاله ثقات رجال مسلم غير ابن ثور وهو محمد
الصنعاني وهو وإن كان موقوفا فإنه شاهد قوي للمرفوع لأنه لا يقال من قبل
الرأي. ويشهد له ما عند ابن جرير أيضا من طريق عوف عن أبي المغيرة عن عبد
الله بن عمرو قال: إذا كان يوم القيامة مد الأديم وحشر الدواب والبهائم
والوحش، ثم يحصل القصاص بين الدواب، يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء
نطحتها، فإذا فرغ من القصاص بين الدواب قال لها: كوني ترابا، قال: فعند ذلك
يقول الكافر: * (يا ليتني كنت ترابا) *.
قلت: وإسناد جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي المغيرة هذا وهو القواس
لا يسمى، قال الذهبي في الميزان: " لينه سليمان التميمي، وقال ابن المديني
: لا أعلم أحدا روى عنه غير عوف ".
قلت: لكن قال ابن معين: إنه ثقة كما في " الجرح والتعديل " (٤ / ٢ / ٤٣٩)
وذكره ابن حبان في " الثقات "، فثبت الإسناد، والحمد لله على توفيقه.