تندفع العلة بالوقف، ويتبين
أنه إسناد جيد، فإن رجاله عند أبي داود ثقات رجال الشيخين غير أبان بن عبد
الله وهو البجلي الكوفي، وهو حسن الحديث كما قال الذهبي في " الميزان ".
وقال الحافظ في " التقريب ": " صدوق، في حفظه لين ". وأبو توبة اسمه الربيع
بن نافع وهو شيخ أبي داود في " المراسيل " (ق ٤ / ٢) ، وقد تابعه وكيع،
فقال: عن أبان بن عبد الله البجلي عن عدي بن ثابت قال: فذكره مرسلا، وقد
عرفت الجواب عنه. أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " (٢ / ١١٧ - هندية) .
وخالف الهيثم بن جميل فقال: حدثنا ابن المبارك عن أبان ابن تغلب عن عدي بن ثابت
عن أبيه قال: فذكره. أخرجه ابن ماجة (١ / ٣٤٩) ، وقال البوصيري في "
زوائده " (ق ٧٢ / ٢) : " هذا إسناد رجاله ثقات، إلا أنه مرسل ". قلت:
وفيه أن الهيثم هذا مع كونه حافظا، فقد قال فيه ابن عدي: " يغلط على الثقات "
. فالظاهر أنه أخطأ على ابن المبارك في موضعين من إسناده، فقد ذكر أبان بن
تغلب مكان أبان بن عبد الله. وقال: عن عدي بن ثابت عن أبيه. فزاد عن أبيه.
وكل ذلك خطأ مخالف لرواية أبي توبة عن ابن المبارك، ورواية وكيع عن أبان بن
عبد الله.
ثانيا: قال محمد بن الفضيل بن عطية عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله
ابن مسعود قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استوى على المنبر
استقبلناه بوجوهنا ".