للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

على من قال: إنه لم يسمع من جابر، فإن الشهادة على الإثبات مقدمة

على الشهادة على النفي، وصحيفة همام (أخو وهب) عن أبي هريرة مشهورة عند أهل

العلم، ووفاة أبي هريرة قبل جابر، فكيف يستنكر سماعه منه، وكان جميعا في

بلد واحد؟ ". ورده الحافظ في " تهذيب التهذيب فقال: " قلت: أما إمكان

السماع فلا ريب فيه، ولكن هذا في همام، فأما أخوه وهب الذي وقع فيه البحث

فلا ملازمة بينهما، ولا يحسن الاعتراض على ابن معين بذلك الإسناد، فإن

الظاهر أن ابن معين كان يغلط إسماعيل في هذه اللفظة عن وهب: " سألت جابرا ".

والصواب عنده: عن جابر. والله أعلم ".

وأقول: لا دليل عندنا على اطلاع ابن معين على قول وهب: " سألت جابرا ".

وعلى افتراض اطلاعه عليه ففيه تخطئة الثقة بغير حجة، وذا لا يجوز، ولاسيما

مع إمكان السماع، والبراءة من التدليس، فإن هذا كاف في الاتصال عند مسلم

والجمهور، ولو لم يثبت السماع، فكيف وقد ثبت؟ وقد ذكر الحافظ في ترجمة

عقيل هذا أن البخاري علق (يعني في " صحيحه ") عن جابر في " تفسير سورة النساء

" أثرا في الكهان، وقد جاء موصولا من رواية عقيل هذا عن وهب بن منبه عن جابر

. قلت: ذكر هناك (٨ / ٢٥٢) أنه وصله ابن أبي حاتم من طريق وهب بن منبه قال:

سألت جابر بن عبد الله عن الطواغيت.. ففيه تصريح أيضا بالسماع. وبالله

التوفيق. وأصل الحديث في " صحيح مسلم " (١ / ٩٥) من طريق أخرى عن جابر رضي

الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي

يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ". قال: " فينزل عيسى ابن مريم صلى

الله عليه وسلم، فيقول أميرهم: تعال صل لنا،

<<  <  ج: ص:  >  >>