" رأيت أبا رافع
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى الحسن وهو يصلي وقد عقص شعره، فأطلقه
، أو نهى عنه، وقال: ... " فذكره. قلت: ورجاله ثقات رجال الشيخين، غير
أبي سعد المدني، قال الحافظ: " قيل: هو شرحبيل بن سعد ". قلت: وليس ذلك
ببعيد، فإنه قد روى عن أبي رافع، وعنه مخول بن راشد ويكنى بأبي سعد، وهو
صدوق اختلط بآخره. وللحديث طريق أخرى، يرويه عمران بن موسى عن سعيد بن أبي
سعيد المقبري عن أبيه أنه رأى أبا رافع ... الحديث نحوه، وفيه أنه سمع رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ذلك كفل الشيطان: يعني مقعد الشيطان، يعني
مغرز ضفره ". وهو مخرج في " صحيح أبي داود " (٦٥٣) . وللحديث شاهد من حديث
أم سلمة: " أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يصلي الرجل ورأسه معقوص ".
قال الهيثمي (٢ / ٨٦) : " رواه الطبراني في " الكبير "، ورجاله رجال (
الصحيح) ". قلت: وهو كما قال، باستثناء شيخ الطبراني (٢٣ / ٢٥٢) علي بن
عبد العزيز، وهو ثقة حافظ، فالسند صحيح. وروى أحمد (١ / ١٤٦) من طريق
أبي إسحاق عن الحارث عن علي مرفوعا في حديث: " ولا تصل وأنت عاقص شعرك،
فإنه كفل الشيطان ". والحارث ضعيف، وفيما تقدم كفاية. قوله: " معقوص
الشعر ": أي: مجموع بعضه إلى بعض كالمضفور وهذا