مكتوب ... الحديث. هكذا في المستدرك، وفي ابن عساكر: " قالت: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: مكتوب ... "، ولعل الأول هو الصواب، وقال
الحاكم: " صحيح على شرط الشيخين "، ووافقه الذهبي، وفيه نظر من وجهتين:
الأول: أن أحدا من رواته لم يخرج له البخاري في " صحيحه " محتجا به.
الثاني: أن أحمد بن عبد الجبار لم يخرج له مسلم أيضا، وإنما هو من رجال أبي
داود فيما قيل، وقد قال الحافظ فيه: " ضعيف، وسماعه للسيرة صحيح ".
قلت: ويعني بـ " السيرة ": " مغازي يونس بن بكير " هذا، كما يستفاد من
ترجمته في " التهذيب "، وفيها ما يدل على أنه صدوق، في حفظه ضعف، وهو ما
انتهى إليه اجتهاد الحافظ، فقال في " التقريب ": " صدوق يخطىء ". ولعله لا
ينافي قول الذهبي في " الميزان ": " وقد أخرج مسلم ليونس في الشواهد لا
الأصول، وكذلك ذكره البخاري مستشهدا به، وهو حسن الحديث ". ويؤيده قول
ابن حبان في " الثقات " (٨ / ٤٥) : " حدثنا عنه أصحابنا، ربما خالف، لم أر
في حديثه شيئا يجب أن يعدل به عن سبيل العدول إلى سنن المجروحين ". ويونس بن
عمرو هو يونس بن أبي إسحاق: عمرو بن عبد الله السبيعي، وهو صدوق يهم قليلا
كما قال الحافظ. وبالجملة، فقول الحاكم والذهبي: إن الحديث صحيح على شرط
الشيخين وهم