لي فيما بعد، كمثلِ الأحاديث فوات الأرقامِ (٢٥٢٠ و٢٥٥١ و٢٥٧٦ و٢٦٣٩ و٢٦٥٨ و٢٧٢٣ و٢٧٤٨ و٢٧٦٤ و٢٨١٣ و٢٨٢٧ و٢٨٧٨ و٢٨٨٣) وغيرها.
وهذا الذي ذكرتُهُ هنا يجعلُني أُشيرُ إلى مسألةٍ مُهمّةٍ جدًّا؛ وهي مُتَعَلِّقةٌ بما تَشَبَّثَ به بعضُ جهلةِ مُبتدعةِ هذا العصر؛ الذين سوّدوا بعضَ الرسائل والكتب طَعْنًا في السنَّة وَأهلها، وتشكيكًا بِحَمَلَتِها ودُعاتِها، كمثل ذاك الهالكِ في تعصُّبِهِ، الغارق في جهلهِ، المدعو (السقَّاف) ، فقد استغلَّ عددًا مِن تلك الاجتهاداتِ المختلفةِ، أو المراجعات العلميّة، واسِمًا إياها بـ " التناقضات "، وإنَما هي تناقُصْاتُ رأسِه، واضطراباتُ فكره، التي انعكست على قَلْبه عداءً، وعلى قَلَمِهِ استعداءًا!!
أمّا أهلُ العَدْل والإنْصاف فإنهم يَعُدُّون مثل هذه المواقف العلمية رفعةً في الأمانة، وعُلُوًّا في أداءِ الحقِّ لأهلِهِ..
على أنّني أذكُرُ للإخوة القُرَّاء أنَّ كثيرًا من تلك "التناقضات" التي سوَّد ذِكْرَها ذاك السقّافُ الأَشِرُ إنّما هي من تلبيسهِ على القُرَّاء، ومحاولتِه تضليله إياهم، وتلاعُبِهِ بعقولهم!! وهذا مما لا يخفى -إن شاء الله- على مَن له أدنى اشتغالٍ بعلوم السنّةِ، أو على مَن له أدنى درايةٍ بطرائِق المبتدِعةِ في الكتابةَ!! (١)
(١) وقد ذكرت في مقدمة المجلد الأول من هذه السلسلة/الطبعة الجديدة نماذج مما زعم فيها التناقض، وبينت أنه لا تناقض في شيء منها، وإنما هو الاستسلام للحق، واتباع للعلم الذي لا يقبل الجمود والوقوت، وأن زعمه نابع من جهله وحسده وحقده، وأقمت الدليل القاطع على ذلك، وهو استمراره في ادعاء "التناقضات" التي لا يستفيد منها أحد، دون أن يبين الصواب منها ولو في نوع واحد!!