ثم إن عبد الله بن سنان - وهو الهروي - قد توبع، فقال أبو داود في
" سننه " (٤٨١٧) : حدثنا الحسن بن عيسى النيسابوري: أخبرنا ابن المبارك
بإسناده عن ابن حجير العدوي قال: سمعت عمر بن الخطاب به. قلت: كذا وقع في "
السنن " (ابن حجير) وكذا في " تهذيب الكمال " وفروعه وفي رواية البزار
والطحاوي (ابن حجيرة) وكذا في ترجمة إسحاق من " الجرح والتعديل " وجزم
المعلق على " التهذيب " بأنه مصحف، وما أرى ذلك بصواب لأن الرجل مجهول كما
جزم به المنذري في " مختصر السنن " (٧ / ١٨١) وهو معنى قول الحافظ فيه: "
مستور ". قلت فهو غير مشهور ولا يعرف إلا فى هذا الحديث، فليس من الممكن إذن
ترجيح رواية على أخرى! وقد أخطأ في هذا الحديث الحافظ الهيثمي مرتين: الأولى
: إيراده إياه وهو في " السنن ". والأخرى: قوله (٨ / ٦٢) : " رواه البزار
ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن سنان الهروي وهو ثقة " ذلك أن ابن حجيرة
ليس من رجال (الصحيح) بل هو مجهول كما تقدم. وفي ظني أنه توهم أنه عبد
الرحمن بن حجيرة الخولاني أبو عبد الله المصري، فإنه من رجال مسلم ولكنه ليس
به كما سبق، ولا ذكروا له رواية عن عمر ولا في الرواة عنه إسحاق بن سويد.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute