للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وخالفهم ابن لهيعة وعمرو بن الحارث والليث

بن سعد فقالوا: " أصبت "، لم يقولوا: " السنة ". قلت: ولا شك أن الصواب

في إسناده إثبات البلوي فيه لاتفاق الثقات الخمسة عليه كما رأيت. وأما المتن

، فالصواب فيه إثبات لفظ " السنة "، وذلك لأمور: الأول: أن عدد النافين

والمثبتين، وإن كان متساويا، فالحكم للمثبتين للقاعدة المعروفة: " زيادة

الثقة المقبولة ". الثاني: أن هؤلاء المثبتين كلهم ثقات من رجال الشيخين،

بخلاف الأولين، ففيهم ابن لهيعة، وليس من رجالهما على الكلام المعروف فيه.

الثالث: أن هناك ثقة آخر أثبت هذه الزيادة وهو موسى بن علي بن رباح كما في

الرواية الأولى، ولم يختلف عليه فيها، فهي الراجحة يقينا، حتى لو كان

الأرجح رواية الثقات عن يزيد بن أبي حبيب، لأن مدارها على البلوي وقد عرفت

أنه مجهول لا يحتج به. وبهذه الجهالة أعله ابن حزم في " المحلى " (٢ / ٩٢ -

٩٣) ، فخفي عليه الطريق الأولى فضعف الحديث من أصله فوهم، والظاهر أنه لم

يقف عليها، فلا عجب منه، وإنما العجب مما قاله الدارقطني في " العلل "،

فإنه بعد أن ذكر هذه الرواية الصحيحة قال: " وتابعه مفضل بن فضالة وابن

لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن الحكم البلوي عن علي بن رباح فقالا

فيه: " أصبت السنة "، وخالفهم عمرو بن الحارث ويحيى بن أيوب والليث بن سعد

، فقالوا فيه: " فقال عمر: أصبت ولم يقولوا: " السنة "، وهو المحفوظ

" (١) .


(١) نقلته ملخصا من " الأحاديث المختارة " ومن " نصب الراية " (١ / ١٨٠) .
ثم رأيته في " علل الدارقطني " (٢ / ١١٠ - ١١١) . اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>